مرحبا، أنا اسمي إبراهيم، من مخيم الجلزون، عمري صار 12 سنة يعني بالصف السادس، ما عندي أصحاب ألعب معهم لا في الحارة ولا في المدرسة، وبحب أضل قاعد مع حالي بعيد عن الكل، حتى يوم أمشي المدرسة بضل حاطط طاقية عشان ما حد يلاحظني أو يحكوا معي، لأنه بخاف أتقرب من الناس ويرجعوا يضربوني كمان مرة، وقبل أيام أنصدت يوم شفت الجيش ركضوا ورانا وبلشوا يضربو الأطفال، وكيف ضربوا علينا غاز، ونخنقنا، وضلينا نبكي من الوجع.

بلشت أتغير شوي شوي وخاصة بعد ما خلاني مرشد المدرسة أشارك مع طلاب مدرستي في مجموع بتعمل كتير فعاليات ونشاطات، يعني بالأول كنت ما بحب أروح، وما بحب حتى أشارك بالنشاط لأنه ما كنت أشعر براحة، بس صرت أحب ألعب مع زملائي، صرت أرتاح أنه أعبر عن رأيي وما أخاف، عملنا كتير أشياء مسلية متل لعبة الملتينة، وألعاب كسر الحواجز، والموسيقى، ويوم أجت أمي على الحفل وشافت رسوماتنا، والأشكال يلي بنيناها كانت كتير مبسوطة وفرحانة.

أنا روان، كل مشكلة وإلها حل.

مرحبا، أنا اسمي روان، عمري 12 سنة، ساكنة في مخيم الجلزون، عندي صحبة إسمها دنيا، بحبها كتير، بس ما عندي غيرها، لأنه بخاف كتير أحكي مع الناس، ويوم يحكوا معي ما بعرف شو أجاوب وبضل ساكته، يوم أنام بالليل بيجي الجيش فوق بيتنا ومناظرهم كتير بتخوفنا، بكونوا حاملين أسلحة كبيرة، وبنصير نعيط يوم نسمع صوت القنابل، بنحس أنه رح نموت منهم، أمي بتحاول تهدينا، وتغنيلنا بس الخوف يلي بضل ما راح، وبنصير نحلم فيهم.

أمي صارت تخاف أطلعنا برا البيت نلعب، أو نروح نشتريي من الدكان، كنت أحزن كتير، أنه حتى الأنشطة ما عم بشارك فيها، وبطلت أحب أشارك، بس مرة أخدتني مرشدة المدرسة على نشاط كنت أعيط ما بدي أروح، وما بدي أشارك، بس لأول مرة بعبر عن مشاعري يوم أعطونا ورقة وألوان حلوة، وبلشنا نرسم، رسمت الأشياء البحبها، و الأشياء البخاف منها، وصرت أحكيلهم ليش رسمتهم، وصرت أروح لحالي من دون ما حد يجبرني، وكان بكل مرة ألعاب جديدة تعرفت منهم على طالبات متلي، وكنت كتير مبسوطة أنه كسرت الخوف جواي، وأقتنعت أنه ما في مشكلة وإلا وإلها حل، ويلي خلاني أوصل لهاي المرحلة هم ميسرين النشاط، كانوا صبورين وما خلوني لحالي، وما أهملوني يوم رفضت أشارك، وصرنا أصحاب، وبتنمى دايماً يكونوا موجودين ليساعدوا كل الأطفال في المخيم.

أنا عز الدين، أمي مبسوطة مني وهي بالجنة.

مرحبا، أن أسمي عز الدين، من مخيم قلنديا، عمري 12 سنة، أمي تركتني وحيد وراحت على الجنة، وأبوي إتزوج غير أمي، أنا حزين كتير من وقت ما أمي راحت، بطل حد يهتم في وفي أخوي عنان، وبضل أتذكر أمي، وأعيط كتير وأحكي بلكي رجعتلي كمان مرة.

حتى المدرسة أهملتها، وبطلت أدرس، ولا أطلع ألعب مع صحابي، وكنت بالليل من بعد ما تركتني أمي أتبول على حالي وفراشي، وهاد خلاني أحزن أكتر، خلال فترة المدرسة أتغيرت للأحسن، يوم شاركت بنشاطات، ما تقبلتها بالبداية لأنهم بلشوا بدهم يعرفوا ليش أنا حزين، وليش ما بحب أشارك، بس نشاط بعد نشاط حسيت بالأمان مع المجموعة، وحكتلهم عن أمي وبلشت أعيط، بس بعدها أقنعوني أنه أمي أكيد بدها أياني مبسوط، وما بتحب تشوفني بهيك حالة، وصرت بعدها أهتم أكتر بحالي، وبأخوي، ونهتم بدراستنا، ونطلع نلعب ونشارك.

وبالرسم، والملتينة حكيت للمجموعة عن أجمل الذكريات مع أمي، وخاصة ذكريات السفر، وفي كل مرة أروح على قبر أمي، وأقعد أحكيلها شو عملت، وشو درست، وعن أصحابي، عشان تكون مرتاحة، وأكون مبسوط لأنها مبسوطة.

أنا ربى قصتي الحزينة، صارت موسيقى.

مرحبا، أنا اسمي ربى، من مخيم قلنديا، عمري 12 سنة، بالصف السادس، بحب أخبركم عن قصتي الحزينة، يلي حولتها بالنهاية لقصة قوة، وتحدي. أنا بعيش بعيلة كل يوم فيها طوشة، كل يوم صراخ، أنا ما بفهم ليش هيك بصير، المفروض نكون عيلة مبسوطة، وكلنا مع بعض ومنحب بعض، وأكتر من مرة تعرضت للعنف في البيت، وهاد أثر على نفسيتي كتير، لدرجة أضل أحلم أحلام بشعة، وبالمدرسة أضل سرحانة، وما أعرف أركز.

وخلال فترة المدرسة أخدتني مرشدة المدرسة على مجموعة نشاطات، كنت في البداية ما أركز، ولا أعطي أي اهتمام، وكل ما ينطلب مني أشارك بالحكي كنت أخاف وما أحكي، أو أعبر، مع إنه كان جواي كتير حكي أحكي، ويلي شجعني أنها أطلع كل الجواي هم مجموعة الميسرين، يلي ما تركوني أضل لحالي، وكل مرة يحاولوا بطريقة شكل، مرة بالرسم، ومرة بالملتينة، أكتر أشي أرتحتله أنه أعبر عن الجواتي بالموسيقى، كتير كنت مبسوطة إنه كان في نشاطات موسيقية، خلتني أندمج مع المجموعة، وأشعر بالراحة، وقللت الخجل يلي عندي، وأتفاعل بشكل أكبر.

أنس، أخوي عنده إعاقة، والجيش إعتقل خالوا، بس بكرا أحلى.

انضم أنس الذي يبلغ من العمر 13 عاماً إلى برنامج الرعاية النفسيَة الاجتماعية في منتصف شهر أذار 2018، تم اختيار أنس ومجموعة أخرى من الأطفال مع مرشد المدرسة، فكانت ملاحظات المرشد أن وضع الأسرة المادي لأنس ليس جيداً بسبب تعرض الأب لكسور وتسببت بتعطيله عن العمل، ويحاول دائماً لفت الإنتباه، ويلاحظ عليه بعض السلوكيات السيئة، مثل: تكرار التأخير الصباحي للدوام المدراسي. وبموافقة أهل أنس انضم إلى مشروع برنامج الرعاية النفسية والاجتماعية.

ففي الجلسات الأولى وضع الأطفال تعهدات للجلسة كان أنس متوتراً بعض الشيء ثم أصبح ينخرط في الجلسة شيئاً فشيئاً، وشارك الأمور التي لا يرغب أن تحدث معه بالجلسة ” ما بدي حدا يضربني، ما بدي حدا يستهزء عليَ”. ومع بداية أنشطة الوحدة الأولى من برنامح الرعاية في وحدة (لغة الصورة) كان أنس مستعداً للجلسات حاضراً بالمشاركة في الأنشطة، حيث كان تفاعله مع زملائه بالأحاديث الجانبية والثرثرة المزعجة بعض الأحيان وتشتيت زملائه الأخرين، فكانت أولى مشاركاته أنه اختار صورة الكرسي المتحرك وقال إن أخيه من ذو الإعاقة وأنه يحبه ويشعر بالسعادة عندما يشاركهُ اللعب. وفي الجلسة الثانية لوحظ على أنس بعض السلوكيات التي أثرت على سير الجلسة كان يقاطع زملائه بشكل متكرر، مثل: الحركة الزائدة، والاستهزاء من زملائه في بعض الأحيان. قام باختيار صور طفل يعنف طفل أخر وقال: ” ما بحب أشوف ولد بضرب ولد ثاني، لإنه كثير في اولاد بالمدرسة بضربوني وبتهزأوا على أخوي لما يكون على الكرسي المتحرك”. وفي تشكيل القصص الجماعية كان يعطي اقتراحات لزملائه وبعض الأحيان يحاول فرض رأيه عليهم، وإلا أنه بادر في عرض القصة على المجموعات الأخرى

وباستمرار وحدات البرنامج وصولاً إلى (وحدة الرسم) التي تتكون من ثلاث جلسات، وبجلسة الرسم الأولى بادر أنس بالمشاركة، ورسم على ورقته جنود الإحتلال وشخص خلف القضبان، وقال في العرض بتوتر وتردد:” أكثر اشي بغضبني لما أشوف جنود لانه بتذكر خالي الي بالمعتقل وقت ما اعتقلوا كنت في دار سيدي نايم وما كنت أعرف شو راح يصير في بعد الاعتقال وانصدمنا بخبر مدة اعتقاله 17 سنة”. ورفض أن يرسم الشيء الذي يسعدني.

وبجلسة الرسم الثانية كان كعادته كثير الحركة والثرثرة، ورسم بطله الخارق شخصية المصارع جون سينا وقال بالعرض: ” جون سينا عنده قوة الدفاع عن حاله وهو بطلي الخارق بيساعدني أدافع عن حالي لما صحابي يضربوني وبدافع عن أخوي لما طلاب المدرسة يضحكوا عليه لإنه معاق”.

وفي جلسة الرسم الثالثة عبر أنس عن الموقف الذي لا يستطيع أن ينساه بالتفاصيل قائلاً:” كان عرس ابن خالي ومجتمعين بأريحا بالعرس ومبسوطين وفجأة حكولنا انه سيدي توفى، والكل صار يصرخ ويعيط وكان خالي بده ينتحر بس ستي منعته” كان أنس بكامل ادراكه لمشاعره وساعده ابن خالته في الجلسة بترتيب أحداث هذا الموقف، وبختام جلسة الرسم الثالثة حول الحلم قال أنس بابتسامة:” حلمي أخوي يصير يمشي على رجليه وما يحتاج وسيلة مساعدة”.

وتتسلسل أهداف برنامج الرعاية بتشكيل ورشة تدريب أهالي الأطفال لنشر برنامج الرعاية وتبادل المعلومات عن الأطفال مع الأهالي وتعميق فهم الأهالي للبرنامج وطرق التعامل مع أطفالهم الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة. نفذت الورشة على أربع أيام وكان أهل أنس ملتزمين في الدوام، تواجدت أمه و جدتاه وشاركتا في التعبير عن مشاعرهن في تطبيق أنشطة المشروع، وقالت والدة أنس :” أنس كثير تغير من طفل خجول ومتردد لطفل يعبر عن مشاعره بعمق في البيت ما كانت أسمعه بحكي عن مشاعره و مشاكله بهذا الوعي ، كما أن أنس كان عنده حركة وفوضه وعنف وتيجي شكاوي عليه من المدير هلأ أنس بواجه مشاكله بطريقة ايجابية ما بفكر يإذي حدا، كما أنه يعتمد عليه بالبيت بمساعدة إخوته، وبالذات أخوه الذي يعاني من اعاقة حركية وينفذ معه الأنشطة الي بتعملوها في البرنامج  وهذا أثر على أخوه بطريقة إيجابية”.

هكذا استكمل البرنامج جلساته (لوحدة الملتينة) ثم (وحدة الديوراما) المكونة من خمس وحدات التي إلتزم بها أنس بالتعاون وحب المبادرة وتشجيع زملائه في إتمام مدينتهم المثالية وفي التدريب على العرض، تحدث عن حديقة الحيوانات التي شكلها في مدينتهم بالتفصيل، فكان أنس واثق بنفسه وصوته مرتفع مقارنه مع الجلسات السابقة.

وعند الانتقال (لوحدة الموسيقى) التي أكدت التغير على شخصية أنس بوضوح بأربع جلسات ممتالية، كانت مشاركته فعالة في تفريغ كلمات الأغنية في الجلسات الأولى، وفي البدء في تدريب على الغناء وضع يداه على فمه قليلاً ثم أكمل لوحده ينطلق بثقة وبصوت مرتفع يغني ليشجع زملائه على الغناء فكان لديه اتصال بصري واضح مع الجمهور، ويدرك كيف يواجه العالم بكلماتهم الغنائية ليخرجوا ما بداخلهم.

استطعنا بأن نزيد ثقة أبنائنا

في بداية المشروع تم التواصل مع أهالي الطفل محمد، ليتم التأكيد على انضمامه إلى برنامج الرعاية النفسية الاجتماعية في مجموعة أطفال قلنديا، فكان والده مهتم بمعرفة تفاصيل أنشطة الرعاية، وألية سير البرنامج، وعبر أنه بحاجه لمن يدعم محمد، ويتعاون مع العائلة ليقدموا الرعاية لأبنائهم بكون محمد يعنف زملائه بالمدرسة، وأخوته في المنزل، ويفضل أن يقضي وقته مع الحيوانات أكثر من اللعب مع الأطفال، أو مع عائلته، وأن والده مريض لا يستطيع العمل، ووضع العائلة الاقتصادي سيئ، مما أثر على شخصية محمد وسلوكياته. ولوحظ حاجة العائلة لمن يقدم لهم الرعاية بشكل جدي، وكان هذا واضح بتعاون وإلتزام الأب مع الميسرين، والاجتماعات، حيث قدم التدريب إلى الأم والأب، واستطاعوا التعبير عن مشاعرهم وخاوفهم، وقلقهم، وحاجتهم إلى نصائح عملية تساعدهم على تقديم الرعاية لأبنائهم، ولأنفسهم أيضاً، وبعد التدريب استمرت المتابعة مع الأم وقالت:”أنها تطبق بعض أنشطة المشروع مع أبنائها ويساعدها محمد كثيراً، مثل: لغة الصورة،  الرسم،  الملتينة، وأن هذا حقق نجاح كبير بزيادة الثقة بأبنائها، وأصبحوا قادرين على التعبير عن مشاعرهم دون تخوف، ويشاركون تجاربهم مع والديهم وبالخصوص محمد”.